سامنتا كاميرون‏...‏ ليست كغيرها من زوجات السياسيين البريطانيين

الشرقاوي

سامنتا كاميرون‏...‏ ليست كغيرها من زوجات السياسيين البريطانيين 44845_29m

ظهرت سامنتا كاميرون زوجة ديفيد كاميرون رئيس حزب المحافظين البريطاني المعارض في فقرة اخبارية خلال هذا الأسبوع وهي تضع الأطباق الخاصة بوجبة الافطار في غسالة الصحون‏,‏ بينما كاميرون يستعد للخروج لإلقاء خطاب مهم‏,‏ وبينما كانت الكاميرا تركز علي وجه كاميرون كانت سامنتا تبدو في الخلفية يكاد المشاهد يتبين وجهها بصعوبة شديدة من خلف اكتاف زوجها‏,‏ بما يوحي أن دور زوجة رئيس وزراء بريطانيا المحتمل لن يتعدي دور ربة المنزل التي تساند زوجها‏.‏

ولكن تؤكد دائرة الأصدقاء القريبة من عائلة كاميرون أن هذه الصورة ابعد ما تكون عن الواقع‏,‏ وأن الزوجين يقتسمان الأعباء المنزلية بينهما وأنه يقوم بنفس أدوار سامنتا حين يكون لديها عمل تقوم به‏,‏ وأن كلا منهما حريص علي الالتزام بواجباته ويحترم عمل الآخر‏.‏ وبالطبع هذه هي الصورة التي اعتاد المقربون رؤيتها إلا أن حياة عائلة كاميرون في طريقها إلي التغيير‏.‏ وربما كانت دعوة أحد برامج قناة بي‏.‏بي‏.‏سي الاخبارية علي الافطار ليس سوي وسيلة لتوصيل هذا المعني للمشاهدين‏,‏ وهو أن سامنتا التي يعرف عنها الجميع أنها سيدة أعمال ناجحة مستعدة للتخلي عن طموحاتها الشخصية من أجل مستقبل زوجها السياسي‏.‏

وحين يذكر اسم سامنتا يقفز إلي الأذهان فورا مقارنة بينها وبين من سبقها من زوجات رؤساء الوزراء وعلي رأسهم شيري بلير زوجة توني بلير زوجة رئيس الوزراء السابق وسارة زوجة جوردون براون رئيس الوزراء الحالي والمنافس الرئيسي لكاميرون خلال الانتخابات العامة المقبلة‏.‏ وسامنتا تتميز عن سابقتيها بالأناقة والجمال والرشاقة وكل ذلك جزء لا يتجزأ من شخصيتها لأنها تتمتع بذوق سليم بالفطرة نتيجة لنشأتها في عائلة بريطانية عريقة حيث ينحدر والدها سير ريجينالد شيفيلد من سلالة الملك تشارلز الثاني ويمتلك ثروة كبيرة‏,‏ كما أنها علي العكس تماما من شيري بلير ليس لديها أي طموحات سياسية

وهو مايريح الرأي العام البريطاني الذي عاني من ظهور شيري الزائد وتورطها في عدة فضائح سياسية ومالية‏.‏ وتتفوق علي سارة براون في اختيار مايناسبها من ملابس‏,‏ فغالبا ما يوجه لسارة انتقادات باختيار ملابس لا تتناسب مع جسدها‏.‏ وسامنتا‏(38‏ عاما‏)‏ تشغل منصب المدير الفني لمحلات سميثسان منذ فترة طويلة أطول بكثير من تلك التي بدأ يلمع فيها اسم زوجها كرئيس وزراء محتمل أو حتي قبل أن يظهر اسمه علي المسرح السياسي البريطاني‏.‏ وهي ناجحة في عملها ولديها خط انتاج خاص بها يعرض بالمحل الذي يعتبر من أعرق محلات لندن وأسس عام‏1887,‏ ويحتل موقعا متميزا في شارع بوند ستريت وهو متخصص في بيع المنتجات الجلدية والأدوات المكتبية الفخمة وله فروع في مختلف دول العالم‏.‏

واحتمال فوز زوجها في الانتخابات العامة القادمة سيغير الكثير في حياة سامنتا وأسرتها‏,‏ وهي ليست سعيدة بهذه الفكرة ولكنها مستعدة لفعل أي شيء من أجل انجاح كاميرون لأنها وإن كانت تحبه بشدة إلا انها كما يقول أصدقاؤها لم تدفعه يوما إلي عالم السياسة لأنها تحلم بحياة مفعمة بأهداف أكبر بكثير من أن تكون مجرد زوجة لرجل ناجح ولذلك فهي لن تستسلم بسهولة ولن تتخلي عن أحلامها‏.‏ وسامنتا تبدو هادئة وتلقائية ولديها ثقافة واسعة تمكنها من الحديث في أي موضوع‏.‏

وهي لا تتواني عن ذكر رأيها حتي لو كان معارضا لزوجها الذي غالبا ما يلقي خطاباته أمامها أولا‏,‏ ويقال إنها هي التي شجعته علي التخلي عن الخطاب المعد مسبقا حين فاز بزعامة حزب المحافظين وأن يلقي خطابا ارتجاليا من القلب ليصل إلي قلوب الآخرين‏.‏

وكما يقول أحد أصدقاء كاميرون‏:‏ إنهما من أكثر الأزواج الذين عرفتهم في حياتي سعادة‏,‏ وعلاقتهما متوازنة إلي حد كبير‏,‏ فلا أحد منهما يتنصل من واجباته أو يتذمر من أدائها‏,‏ ولا يتأثران بشيء أكثر من اللازم ولا يبالغان في مشاعرهما‏.‏ ومزاج سامنتا العام وثباتها النفسي وقوة شخصيتها اكتسبتهما إلي حد كبير من تجربتها القاسية مع طفلها الأول إيفان الذي ولد بشلل دماغي‏,‏ وكونها أم لطفل معاق ذهنيا وجسديا

ويحتاج إلي رعاية خاصة طوال الوقت اكسبها صلابة كبيرة‏.‏ وكانت سامنتا وزوجها يتعاملان مع إيفان علي أنه هدية من السماء ولم يتذمرا أبدا من هذا العبء وكان يصحب العائلة والأصدقاء في المناسبات والرحلات ومعه كل التجهيزات الطبية اللازمة برغم صعوبة هذا الأمر وحتي دعوات الغذاء كان يحضرها إيفان ويتناول طعامه عن طريق الأنابيب‏.‏ هذه المحنة قربت بين الزوجين بشدة‏,‏ وبلغت ذروتها في شهر فبراير الماضي حين توفي إيفان فجأة وعمره ستة أعوام وكانت صدمة كبيرة للزوجين اللذين لم يتمنيا شيئا أكثر من أن يظل إيفان ينير حياتهما مع شقيقته نانسي‏(5‏ سنوات‏)‏ وشقيقه آرثر‏(3‏ سنوات‏).‏ ومن عجائب القدر أن موت إيفان حرر كاميرون من عدم التمكن من الانتقال إلي‏10‏ داونج ستريت مقر إقامة رئيس وزراء بريطانيا في حالة فوزه في الانتخابات العامة القادمة في يونيو‏2010.‏

وكان كاميرون يصرح دائما باستحالة الانتقال إلي مقر إقامة رئيس الوزراء بسبب التجهيزات الطبية الخاصة بإيفان‏.‏

وسواء فاز كاميرون في الانتخابات القادمة أولا ستبقي حقيقة مؤكدة وهي أن سامنتا وديفيد مثلا يحتذي به فمنذ أن تعرفا علي بعضهما في فترة المراهقة وتزوجا عام‏1996‏ وحتي الآن وهما يحافظان علي علاقة سوية كما يشهد لهما كل من عرفهما ويرجعون سر نجاحهما إلي أنهما يحتفظان بتفاصيل حياتهما الخاصة‏,‏ كل منهما يقوم بواجباته دون تذمر‏,‏ لا يأخذان أبدا أي شيء علي أنه أمر مسلم به‏,‏ يتوقعان الأسوأ ويرضيان بما يحصلان عليه‏.‏